أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جانبًا حاسمًا في العصر الحديث، مع تزايد الاهتمام بتطويره وتطبيقاته في مختلف المجالات، ومع ذلك، ينشأ تحدي كبير من حقيقة أن أدوات الذكاء الاصطناعي تعتمد في الغالب على اللغات، و هناك نقص تمثيل اللغة العربية في هذا الصدد، على الرغم من أهميتها العالمية، ولمعالجة هذه الفجوة، اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة زمام المبادرة لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية.
الذكاء الاصطناعي واللغة العربية
في تطور ملحوظ، كشف الباحثون في دولة الإمارات العربية المتحدة عن أداة قوية للذكاء الاصطناعي تُعرف باسم جيس، مصممة للعمل بسلاسة في اللغة العربية، واستيعاب مجموعة واسعة من الأوامر النصية.
والجدير بالذكر، تستمد جيس اسمها من أطول جبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي نتيجة لجهود تعاونية بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، وشركة انسيبشن (إحدى الشركات التابعة لشركة الذكاء الاصطناعي "G42")، وشركة Cerebras Systems، وهي شركة مؤسسة مقرها سيليكون فالي.
قدرات اللغة العربية في شات جي بي تي الخاصة بـ ميتا
في حين أن شات جي بي تي من ميتا تمتلك بالفعل قدرات اللغة العربية، فقد تم تدريبها في المقام الأول على اللغات الإنجليزية، وأكد تيموثي بالدوين، أستاذ معالجة اللغات الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، هذه الحقيقة، ومن ناحية أخرى، تم تطوير نظام جيس لتلبية محتوى الشرق الأوسط، مع التركيز على اللغة العربية، تقديراً لأهميتها الإقليمية.
التغلب على الحواجز اللغوية مع جيس
كما أشار بالدوين إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تقتصر على مجموعات لغوية محددة، مما يحد من إمكانية وصولها إلى شرائح معينة من المجتمع بسبب القيود اللغوية. العديد من النماذج الحالية تميل بشدة نحو الثقافات الغربية، مما يؤكد الحاجة إلى نماذج الذكاء الاصطناعي مثل جيس، التي تفهم وتحترم الفروق الدقيقة بين اللهجات والثقافات المختلفة، وتضع هذه القدرة على التكيف نظام جيس كأحد الأصول القيمة للتطبيق عبر القطاعات الصناعية المتنوعة، بحسب جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
توسيع قدرات جيس
يعمل الباحثون بنشاط على تعزيز قدرات نظام جيس، وتوسيع نطاق فائدته إلى ما هو أبعد من التطبيقات المستندة إلى النصوص لتشمل الرسوم البيانية والصور وجداول البيانات، وسيمكن هذا التوسع نظام جيس من معالجة وتفسير البيانات من الأقمار الصناعية، مما يزيد من توسيع تطبيقاته المحتملة في مجالات مثل الاستشعار عن بعد والتحليل البيئي، كما يعد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز وجود الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية لا يسد الفجوات اللغوية فحسب، بل يفتح أيضًا عالمًا من الفرص للمجتمعات الناطقة باللغة العربية في مشهد الذكاء الاصطناعي.