الاستخارة في اللغة طَلَبُ الخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ وصلاة الاستخارة هي طَلَبُ الخِيَرَةِ من الله عز وجل، فإن كان المسلم في حاجة لاختيار بين شيئين وصلى الاستخارة واختار أحدهم وتيسر وحدث ذلك الشي فهو الخير، وإن تعطل ولم يحدث فهو أيضاً الخير له. وهي عبادة في الإسلام، لا وقتاً محدداً لها.
صلاة الإستخارة " حكمها، وكيفية صلاتها، وبعض التنبيهات الهامة
حيث أنه يحتار الإنسان في بعض أمور الدنيا، كالقبول بأمر ما أم رفضه، أو يحتار بين شيئين ولا يعلم أيهما اصلح له.. ولذلك علمنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم صلاة الاستخارة..
صلاة الإستخارة
الاستِخَارَة هي لُغَة : طَلبُ الخِيرة فِي الشيءِ . يُقال : استخر الله يخر لك .
حكمها :
أَجْمع الْعلَمَاء عَلى أَن الاستِخَارة سُنة , ودلِيل مَشرُوعيتهَا مَا رَواهُ الْبُخَاري عَنْ جَابر رضي الله عنه
( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ )
متى يحتاج العبد الى صلاة الإستخارة
يقول ابن تيمية: لا يندم من أستخار الخالق، وشارو المخلوقين، وثبت في أمره، وقد قال سبحانه وتعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (سورة آل عمرا ن:159)
دعاء صلاة الإستخارة
عَن جَابِر رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُعَلمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلهَا كَمَا يُعَلمُنا السورَةَ مِنْ الْقرْآنِ يَقُول : إذَا هَم أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَركَع رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُم لِيَقُلْ:
( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي)
(عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)
كيفية صلاة الإستخارة
- أولاً تتوضأ وضوءك العادي للصلاة .
- لابد من أحضار النية الخالصة لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها .
- نقوم بصلاة ركعتين، والسنة أن تقرأ في الركعة الأولى بعد قراءة الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وفي الركعة الثانية بعد قراءة الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).
- وفي أخر الصلاة تسلم .
- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرع إلى الله ومستحضرا ًقدرته بالدعاء .
- في أول الدعاء نقوم بالحمد والثناء على الله عز وجل بالدعاء .
- ثم نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد .
- ثم تقرأ دعاء الأستخارة الذي ذكرناها في الأعلي وإذا وصلت عند قول : (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ ((هنا نقوم بتسمية الشيء المراد له)) ثم تكمل الدعاء وتقول : (خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ) .
- تقولها مرتين مرة بالخير ومرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء : (وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي) .
- ثم تصلي على النبي، كما فعلت بالمرة الأولى بالصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد .
- والآن قد انتهت صلاة الاستخارة، تارك أمرك إلى الله متوكل عليه، وأسعى في طلبك ولا تلتفت إلى هذه الأمور، واسعى في أمرك إلى آخر ماتصل إليه .
طرق الإستخارة
- الطريق الأول : أستخارة رب العالمين الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن.
- الطريق الثاني : أستشارة أهل الرأي والأمانة ، حيث قال سبحانه وتعالى :{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر}، وكان النبي هو أحسن الناس رأياً و أصوبهم صواب، ويستشير أصحابه في بعض الأمور التي تصعب عليه.
شروط الأستشارة :
- أولا أن يكون الشخص ذو رأي وخبرة في الأمور.
- و أن يكون صالح في دينه، لأن من ليس صالح في دينه ليس بأمين لإِنَّ الرَسُولَ عليه الصلاة والسلام قَالَ : (لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ ) لأنه إذا كان الشخص غير صالح في دينه فإنه ربما يخون ويشير بما فيه ضرر، أو يشير بما لا خير فيه.
أمور يجب مراعاتها والأنتباه لها في الإستخارة
- اولا عود نفسك ان الاستخارة دائما في أي أمر مهما كان صغيراً .
- أيقن تمام اليقين بأن الله تعالى سوف يوفقك لما هو خير.
- لا يصح ابدا أن تستخير بعد الفريضة، ولكن لابد من ركعتين الاستخارة .
- اذا أردت أن تستخير الله بعد سنة أو غيرها من النوافل، فيجوز بشرط أن تنوي الاستخارة من قبل الدخول في الصلاة ، ولكن إذا أحرمت بالصلاة ولم تنوي الاستخارة فلا تصح.
- إذا احتجت إلى الاستخارة في أي من الأوقات المنهي الصلاة فيها، فاصبر حتى تحل الصلاة، واما اذا كان الأمر الذي تستخير فيه يفوت فصل في وقت النهي واستخر.
- إذا منعك اي مانع من الصلاة (كالحيض للمرأة) فانتظر حتى زوال المانع، فإن كان الأمر الذي تستخير فيه يفوت وضروري، فقم بالاستخارة بالدعاء من دون الصلاة .
- إذا كنت لا تحفظ الدعاء فاقرأه من ورقة أو كتاب، والأصح أن تحفظه .
- يجوز أن تجعل دعاء الاستخارة بعد التشهد وكما يجوز ايضا أن تجعله بعد السلام من الصلاة .
- إذا استخرت فأقدم على ما أردت واستمر فيه ، ولا تنتظر اي رؤيا في المنام أو شي من ذلك .
- إذا لم يتبين لك الأصلح فمن الممكن أن تكرر الاستخارة .
- لا تزد على هذا الدعاء الاستخارة شيئاً ، ولا تنقص منه شيئاً.
- لا تجعل هواك حاكم عليك فيما تقوم باختياره، فلعل الصالح لك في مخالفة ما تهوى نفسك.
- لا تنس أستشارة أصحاب الحكمة والصلاح واجمع دائما بين الاستخارة والاستشارة .
- لا يستخير أحد نيابة عن أحد . ولكن من الممكن جدًا أن تدعو الأم لابنها أو ابنتها في أن يختار الله لها الخير.
- إذا شك في أنه نوى للاستخارة وبدء في الصلاة ثم انتبه وهو في الصلاة فينويها نافلةمطلقة. ثم يقوم بصلاة جديدة للاستخارة.
- إذا تعددت الأشياء من الممكن استخارة واحدة أو لكل واحدة استخارة، والأفضل لكل واحدة استخارة وإن جمعها فلا بأس .
- لا يصح الاستخارة في المكروهات و المحرمات .
- لايصح الاستخارة بالمسبحة أو القرآن (كالشيعه)هداهم الله، ولكن تكون الاستخارة بالطريقة الصحيحة بالصلاة والدعاء .