"عودة العمل بالتوقيت الصيفي"وهي الجملة الأكثر بحثا على محرك البحث حيث وافق مجلس الوزراء اليوم الأربعاء ، على مشروع قانون فى شأن عودة العمل بنظام التوقيت الصيفي ويأتى ذلك فى ضوء ما يشهده العالم من ظروف ومتغيرات اقتصادية ، وسعياً من الحكومة لترشيد أستغلال الطاقة .
قانون عودة العمل بنظام التوقيت الصيفي
جاء نص مشروع القانون كالتالى
أعتباراً من الجمعة الأخيرة من (شهر أبريل 2023) ، حتى نهاية يوم الخميس الأخير من (شهر أكتوبر 2023) ، وسوف تكون هذه الساعة القانونية في جمهورية مصر العربية ، هي الساعة بحسب التوقيت المتبع، مقدمة بمقدار ستين دقيقة .
ما هو التوقيت الصيفى؟
"التوقيت الصيفي "هو تغيير فى التوقيت الرسمى للدولة ويتم مرتين سنويا ولمدة عدة أشهر من كل سنة ، وفي (التوقيت الصيفي) يتم إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية فصل الربيع ، حيث تقدم عقارب الساعة (60 دقيقة) ، ويكون الرجوع للتوقيت العادى (الشتوي) يكون في موسم الخريف، والهدف من زيادة ساعة للتوقيت الرسمي هو تبكير أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى ، والتوقيت الصيفي ليس فكرة مصرية جديدة كما يظن البعض ، حيث تطبقه (87 دولة) على مستوى العالم ، بمعدل (40% )من دول العالم ، بينهم كل دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، من أجل توفير الطاقة .
أصل التوقيت الصيفي في العالم
يرجع فكرة التوقيت الصيفي الي الأمريكي "بنجامين فرانكلين" وهو أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام (1784) ، وتم طرح الفكرة من جديد على يد البريطاني "وليام ويلت" ، إلى أن وصل ألي مشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني عام (1909) ورفضه ، وطبقت فكرة التوقيت الصيفي للمرة الأولى في فترة الحرب العالمية الأولى بسبب ظروف الحرب التي أجبرت الدول على توفير الطاقة ، لتكون (ألمانيا) أول دولة تعلن العمل بالتوقيت الصيفي ، وكما ذكرنا من قبل تم تطبيقه في (74 )دولة على مستوى العالم ، بمعدل (40%) من دول العالم ، بينهم كل دول أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك من أجل توفير الطاقة .
قصة التوقيت الصيفى
يروى أن (بنجامين فرانكلين ) عاد إلى منزله لينام في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ، ولكن أستيقظ نحو الساعة السادسة صباحاً ، فوجد النور يملأ عينيه فظن أنه نسي الفوانيس مشتعلة، لكن سرعان ما أدرك أن أشعة الشمس المشرقة تدخل غرفته في هذا الوقت الباكر . فأنتبه إلى أن الشمس تشرق مبكراً أكثر فأكثر في الصيف حتى نهاية شهر حزيران .
واقترح فرانكلين في عام 1784 م أثناء عرضه لخطة اقتصادية بصفته مندوبا للولايات المتحدة الأمريكية ، بأن يتم زيادة ساعة واحدة على التوقيت الشتوي وهو التوقيت الرئيسي وهو الأمر الذي من شأنه أستغلال النهار في العمل ومن ثم التوفير في الطاقة المستخدمة في المصانع والمنازل ، إلا أن فكرة بنيامين لم تجد أي اهتمام يذكر وقتها.
و أعاد"وليم ولست" صاحب شركة طرح فكرة العمل بالتوقيت الصيفي سنة م1907 أمام البرلمان البريطاني، لكنها لم تنفذ الا في الحرب العالمية الأولى .
التوقيت الصيفى فى مصر
بدأ الأحتلال البريطاني تطبيق التوقيت الصيفي في مصر عام (1940) ، وذلك بالتزامن مع أوضاع الحرب العالمية الثانية ، وتم إيقاف العمل بالتوقيت الصيفي بعد عام (1945) ، ليعود العمل به من جديد بعد (12 عام) من هذا التاريخ وتحديدا عام (1957) ، وألغت حكومة الفترة الانتقالية في مصر بعد ثورة (25 يناير 2011) العمل بالتوقيت الصيفي بتاريخ (20 أبريل 2011) ، ومن جديد أعادت الحكومة المصرية العمل بنظام التوقيت الصيفي في (7 مايو 2014) من أجل توفير الطاقة بأستثناء شهر رمضان ، وبعد ذلك بعام واحد قررت الحكومة في (20 أبريل 2015) إلغاء التوقيت الصيفي مؤقتًا، وقد أجرت التعديلات اللازمة على القوانين وطلبت من الوزراء العمل على دراسة لتحديد مدى فائدة تطبيق التوقيت الصيفي ، حتى عاد اليوم الموافق (1 مارس 2023) للمرة الثالثة بعد إلغاؤه.
ضرورات أقتصادية للتوقيت الصيفى
حيث انه مع زيادة قيمة الفاتورة النفطية على الدول خاصة غير المنتجة للنفط لجأت معظم الدول إلى العمل بنظام التوقيت الصيفي وذلك من أجل تخفيض الطلب على النفط ، حيث أصبح عدد الدول التي تعتمد التوقيت الصيفي حوالي (87 دولة) في العالم ، منها (55 دولة) في أوروبا و(9) في الشرق الأوسط و (11) في أمريكا الشمالية و(5) في أمريكا الجنوبية و ( 3 ) في إفريقيا ولا يوجد من الدول الصناعية الكبرى إلا اليابان لا تتبع هذا النظام ، ومن الدول العربية هناك السعودية لا تتبع هذا النظام ،و يرى الكثيرين أن تطبيق التوقيت الصيفى لن يعود بأى فائدة في مسألة توفير الطاقة بسبب التقدم المهول الذى يشهده العالم الذى يستهلك طاقة بشكل مرعب ومخيف لن يمكن تداركه.
وجاء عودة التوقيت الصيفي بعد العديد من المداولات والمناقشات بمجلس الوزراء توصلت إلى أنه أصبح من الضروري البدء في اتخاذ إجراءات مهمة جداً في هذا التوقيت ، وذلك بهدف التخفيف من الضغط على الكهرباء ، وأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء في المبانى الحكومية بصورة عامة ، بحيث يتم قطع الكهرباء عن تلك المبانى بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية ، فيما عدا الوحدات التي لها طبيعة عمل خاصة .